بعد الاحتجاجات التي شهدتها المدن المغربية.. الخارجية الإسرائيلية تقرر إجلاء موظفي مكتبها للاتصال في الرباط
قررت وزارة الخارجية الإسرائيلية إجلاء موظفي مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، وذلك بعد الاحتجاجات الكبيرة التي شهدتها المدن المغربية جراء العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، والتي راح ضحيتها آلاف المدنيين.
وأكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، اليوم الأربعاء، أن الخارجية الإسرائيلية قامت بسحب موظفي مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط ونظرائهم بالسفارة الإسرائيلية في العاصمة المصرية القاهرة، بسبب المظاهرات المناهضة لما يجري في غزة.
ووفق المصدر نفسه فإن عملية الإخلاء "تنضاف إلى حالة التأهب القصوى المعلنة في جميع السفارات الإسرائيلية حول العالم"، والتي فرضت "إجراءات أمنية إضافية ونقل مبعوثين من الدول ذات الحساسية إلى دول أخرى أكثر أمنا".
وحسب ما أوردته الصحيفة العبرية فإن وزارة الخارجية الإسرائيلية نبهت الموظفين الدبلوماسيين إلى أنه "لا يسمح لهم بمغادرة منازلهم أكثر من اللازم"، وذلك في سياق تصاعد الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في العديد من دول العالم بما في ذلك المغرب.
وكان "الصحيفة" قد نشرت قبل أيام أنه لن يكون بمقدور رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، ديفيد غوفرين، مغادرة مقر سكناه إلا بتصريح خاص من الحكومة الإسرائيلية بناء على طبيعة "الوضع الأمني" في المغرب، وذلك على خلفية الهجوم المباغت الذي تعرضت له إسرائيل قبل 11 يوما، والذي دفعها إلى إعلان حالة الحرب لأول مرة منذ سنة 1973.
غوفرين، الذي يحمل صفة "سفير" على الرغم من عدم وجود اتفاق بين المغرب إسرائيل على تبادل السفراء إلى حدود اللحظة، تسري عليه تعليمات الحكومة الإسرائيلية المتعلقة بإعلان حالة الطوارئ القصوى في كل سفاراتها عبر العالم، والتي تتضمن تعليمات بعدم مغادرة منازلهم إلا بإذن من المؤسسات الأمنية الإسرائيلية.
وسبق لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، أن أكدت أن إسرائيل أصدرت هذا القرار يوم 8 أكتوبر الجاري إثر عمليات الاختطاف الواسعة التي تمت في مستوطنات غلاف غزة، حيث أكد المكتب الإعلامي للحكومة العبرية أن عدد المختطفين تقارب المائة إثر العملية التي أطلقت عليها حركة "حماس" اسم "طوفان الأقصى"، وهو قرار لم يلقَ قبول من أوساط دبلوماسية إسرائيلية التي اعتبرت أنه إجراء "غير عملي".
ويوم أمس الثلاثاء نُظمت العديد من الوقفات الاحتجاجية في مجموعة من مدن المملكة، بما في ذلك العاصمة الرباط، أين يوجد مكتب الاتصال الإسرائيلي، بسبب القصف الإسرائيلي على مستشفى المعمداني في غزة، والذي خلف بشكل فوري 500 شهيد على الأقل، وطالب المحتجون بقطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب وإغلاق مكتب الاتصال.
والأحد الماضي شهدت الرباط أضخم مسيرة مناوئة لإسرائيل منذ توقيع الاتفاق الثلاثي المغربي الإسرائيلي الأمريكي في دجنبر من سنة 2020، وقدر المشاركون فيها بنحو 300 ألف، رفعوا شعارات تدعو لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة وتدين قتل المدنيين واستهداف التجمعات السكنية، كما طالبوا السلطات المغربية بإنهاء "التطبيع" مع إسرائيل.